الشبكات الإلكترونية التعليمية


تعد الشبكات الإلكترونية التعليمية بيئة مناسبة لتنفيذ مشروعات تعليمية تشمل مجالات عدة سواء على صعيد التعريف بثقافة الوطن أو تقديم الخدمات التطوعية والاجتماعية أو إتقان اللغات الأخرى وتمكين المشاركين فيها من التواصل الفعال فيما بينهم والتعرف على ثقافات الآخرين ,ومن هذه الشبكات شبكة المصادر التربوية العالمية (iEARN) التي تسمح للمعلمين والطلاب التواصل وعرض تجاربهم من خلال مشاريع الشبكة.

و تعد شبكة المصادر التربوية العالمية مؤسسة غير هادفة للربح تضم أكثر من مليوني طالب وطالبه و 25 ألف مدرس من 130 دوله حول العالم يتعاونون معا في إنجاز مشاريع تربوية صممت من أجل إحداث تغييرات ايجابية في العالم. وتعتبر iEARN أداة من أدوات التعلم الالكتروني وكوسيلة مساندة لإستخدام التكنولوجيا في التعليم بفاعلية لخدمة المعلم والطالب على السواء.

مشاريع هذه الشبكة تعمل على تحفيز المعلمين والطلّاب على السواء على الإبداع والمشاركة الإيجابية في بناء مجتمع معرفي ,كما انّ تطبيقات ومشاريع الشبكة تتيح الفرصة أمام الطلبة لتوظيف استخدام اللغة الإنجليزية لكونها اللغة الأكثر انتشارا واكساب الطلاب عدة مهارات كالاعتماد على النفس وتحمل مسؤولية تنفيذ مشروعات التي تقوم على التفكير الناقد والبحث العلمي, إضافة إلى احساسهم بكونهم جزء من مجتمع دولي الكتروني متعدد الثقافات يتيح لهم المشاركة في المقررات التي تقدمها هذه المواقع وفرصة الظهور في المؤتمرات وورش العمل التي تحتضنها الدول التي تستضيف الفعاليات.

من ضمن الجوانب التي أضافتها مشاركة المعلمين في شبكة الآي إيرن الاطلاع على كل ما هو جديد في مجال التعليم واستراتيجيات التدريس الحديثة القائمة على التفاعل مع الطالب وتوظيف أدوات الويب 2.0 كشبكات التواصل الاجتماعية بالإضافة إلى أن مشاركتهم أكسبتهم روح الابتكار والإبداع وروح المنافسة وأفرزت نتاجات عكست مستوى الفكر النيّر الي يملكه هؤلاء المعلمون عندما تتاح لهم الفرص لإبرازها عبر المشاريع والمنتديات الحوارية وأتاحت لهم التواصل مع الآخرين وتبادل المعارف.

هناك عدد هائل من المشاريع المطروحة في الشبكة ويمكن توظيفها بحسب اتجاه وتخصص كل معلم ,فيمكن الاستفادة منها في رفع مهاراتهم في اللغة الانجليزية ,والرفع بمستوى جماعات النشاط المدرسية كجماعات الصحافة والخدمة العامة وأصدقاء البيئة داخل المدرسة، وكما يمكن توظيف مشاريع الشبكة في العملية التعليمية من خلال إنشاء مدونة إلكترونية لطلاب جماعة اللغة الانجليزية في المدرسة بحيث يتمكن الطلاب من استخدام الانترنت وتحسين مهاراتهم اللغوية عبر مواد المدونة تحت اشراف ومتابعة المعلّم,كما يمكن انشاء مدونة إلكترونية لمعلمي اللغة الانجليزية حيث يستطيع المعلم تحميل الأنشطة الخاصة بمنهجه وتطبيق الأفكار المطروحة في المدونة في التدريس وكذلك تطبيق المشاريع المطروحة داخل المدرسة من أجل خدمة المنهج وكذلك لخدمة جماعات الأنشطة المدرسية.

وكذلك تساهم شبكة الأي ايرن في ربط طلاب المدارس في السلطنة ودول العالم الأخرى وتبادل الثقافات وبناء جسور من التفاهم والتواصل مع شعوب العالم الاخرى وكمثال نذكر تبادل الطرود البريدية بمحتواها الذي يعكس تراث وتاريخ السلطنة وحاضرها الزاهي وبما تعرّف الطلاب بثقافات وتراث الدول الأخرى,كما مكنّت هذه الشبكة المعلمين من تبادل المعلومات والخبرات التربوية في مجال التعليم وسبيل تحقيق ذلك هو المنتديات الحوارية التي تتيح للمعلمين عرض مبادراتهم ومشاريعهم ليجدوا من يشاركهم الفكرة في بلد آخر. وأيضا من خلال الزيارات والملتقيات التي تقام في احدى الدول ضمن برنامج الشبكة السنويّ.

www.iearn.org/

موسى البلوشي

ا

(نشر بتاريخ 19/2/2011م)

الويكي في التعليم


يعتزم مجموعة من الطلاب البدء بتصميم برنامج تعليمي محوسب حول إحدى الوحدات الدراسية وفي ذات الوقت مطلوب منهم توثيق كل خطوة في مراحل عملهم وكتابة تقرير مفصل في نهاية الأمر يقدّم للمعلّم,وحيث أن هذا المشروع يتطلب جلوس المجموعة والتخطيط لتجهيز التصميم المبدئي للبرنمج والادوات التي يحتاجها من واجهات وأزرار وتحديد أقسام البرنامج حيث أنّ الطلاب من مناطق سكنية متباعدة طفت على السطح فكرة الاعتماد على الرسائل النصيّة القصيرة SMS إلا أنهم واجهوا صعوبات جمّة خاصة ونظرا لامتلاك كل واحد منهم حاسوب محمول قرروا استبدالها بالبريد الالكتروني للتنسيق فيما بينهم واعتمادها كوسيلة للتخطيط.

ببساطة يبدأ أحدهم بإرسال بريد الكتروني يوضح التصور المبدئي لواجهة البرنامج التعليمي المحوسب والأزرار والمتطلبات الضرورية لتصميم الموقع ثم يتم تداول هذا البريد بين بقية المجموعة لتخضع لإضافات وتغييرات بحسب أفكار كل طالب.

مع تواصل النقاش وتهاطل الأفكارسيصبح الامر أكثر تعقيدا وسيؤدي إلى تكدس الرسائل في صناديق البريد الالكتروني الخاص بطلّاب المجموعة.

بإستخدام الويكي سيكون التنسيق اكثر دقّة بحيث تظهر صفحة الأنترنت كمستند نصي وسيصبح بإمكان كل طالب تعديل المستند لتسجيل أفكاره ومن ثم يقوم هذا الطالب بحفظ المستند ليقوم الطالب الآخر بمطالعة أفكار الطالب السابق وتعديلها ومن ثم حفظه في حال رغب في ذلك.

مثلا سيقوم أحد الطلاب في البداية بكتابة قائمتين ,قائمة أولى يظهر فيها الأزرار التي تتطلبها الواجهة المبدئية,قائمة ثانية لكتابة الأزرار التي يستطيع تصميمها بنفسه,ثم يقوم بحفظ المستند Save

بعدها يقوم طالب آخر بزيارة الويكي لتعديل المستند Edit ويكتشف أنّ الواجهة المبدئية بحاجة إلى زر جديد (حول البرنامج) فيضيفه كزر يتطلبه البرنامج, ويضيف في القائمة الثانية الأزرار التي يستطيع تصميمها اضافة إلى الأزرار التي كان زميله السابق قد كتبها سابقا ثم يقوم بحفظ المستند.

وهكذا حتى آخر طالب في المجموعة بحيث تكتمل الصورة بالنسبة للأزرار التي يحتاجها البرنامج وبنفس الطريقة يمكن فتح مستند جديد لتحديد الأقسام التي يحتويها البرنامج ومستند آخر للتقييم ومستند للخدمات من الممكن ان يتضمنها البرنامج مثل برامج مجانية تهم الطالب ومن ثم اضافة روابط بين هذه المستندات حتى يصبح لدينا التصوّر كاملا للبرنامج التعليمي المراد تصميمه وفق رؤية تشاركية.

معظم المواقع التي تقدم امكانية انشاء ويكي تمتاز بخاصية حفظ للتغييرات التي حدثت للمستندات,بحيث يتم حفظ كل نسخة تم تحريرها مما يسهل الرجوع إليها وقت الحاجة.

يمكن أن تشكّل الويكي وسيلة فاعلة لتقييم الطلاب لقياس مدى تمكنّهم من الدرس كما يمكن تنفيذ مشاريع تعليمية تشاركية في مجالات أخرى عن طريق الويكي مثل العلوم والرياضيات والمفاهيم الجغرافيا لتكون مرجعا تغذّي مسابقات التنمية المعرفية المطبقّة في مدارس السلطنة,ويمكن الاعتماد عليها لخلق موسوعات تعليمية تربوية تتولى ادارتها دوائر المناهج مع دوائر الاعلام التربوي مجتمعة سواءً في الوزارة أوالمناطق التعليمية.

بإختصار تقوم فكرة الويكي على انشاء محتوى الكتروني تفاعلي تشاركي بشكل سريع مع سهولة تعديله من قبل الزوّار أي أنها تعمل بنفس فكرة منتديات الحوار مع ميزة متابعة التغييرات التي تطرأ عليه وبالتالي يغلب عليها الطابع التشاركي بدلا من الطابع الشخصي الذي يسيطر على المدونات في غالب الاحيان فقلّما تجد مدوّنة يتشارك فيها مجموعة من الأشخاص,لكن ما يعاب الويكي هو مساحة الحرية المتاحة للزوّار التي لا تخضع في غالب الاحيان إلى مراجعة لتعديلاتها من أجل التحقق من مصداقيتها العلمية ومناسبتها الأخلاقية إلا أن هناك مواقع للويكي تشترط الحصول على بيانات التحقق من شخصية الشخص لتسمح له بتحرير الصفحات وتعديل محتوياتها.

يمكن القول أن الويكي فتفحت أبوابا واسعة للمهتمين في مجال التعليم الالكتروني, وتعد موسوعة الويكيبيديا من أشهر تطبيقات الويكي.


(نُشِرْ بتاريخ 12-2-2011م في جريدة عُمان-مُلحق شباب عُمان)

الفيس بوك في التعليم .. تحديات ومخاطر


أصبح الحديث عن فيس بوك تعليمي هو مطلب الكثير من الباحثين في مجال التعليم بالنظر إلى سهولة تهيئة هذه الأداة المهمة من أدوات الويب 2.0 لتتناسب مع رؤى التعليم الإلكتروني نظرا لتوافر المرونة في الفيس بوك بما يسمح بإضافة تطبيقات من اعداد وتنفيذ المتعلمين لتتوائم وأهداف المرحلة التعليمية.

كيف يمكن ذلك:

- بالاستفادة من التطبيقات التفاعلية والتشاركية في ذات الوقت التي يسمح الفيس بوك بإنشائها وإدارتها فإنه سيصبح وسيلة لإثراء التعليم عن طريق اضافة مواد سمعية وبصرية لهذه التطبيقات إضافة إلى المواد النصيّة على أن يتشارك الطلاب في ادارة هذه التطبيقات وتطويرها.

- كذلك يمكن إنشاء مجموعات طلابية في الفيس بوك تستفيد من خاصية الدردشة الجماعية والدردشة الفردية لتحقيق تفاعل تعليمي مجيد قائم على نقاشات بناءة في موضوع تعليمي.

- انشاء مجموعة لكل مادة دراسية ..لكل صف دراسي بدل مواصلة حصر العملية التعليمية في جدران الفصول الدراسية.

- التعليق أو الإعجاب بالمعلومات التي قد يضيفها المعلم أو بقية الطلاب.

- المشاركة في ساحات النقاش والحوار.

- اضافة روابط كمصادر تعليمية أخرى عن المادة بما يشكل اثراء للدروس.

ومع توافر نظام الفيس بوك في أجهزة الهواتف المحمولة فانه سيدعم تواصل الطالب وتفاعله مع بقية زملاءه ومع المعلم رغم وجود جهات تقول ان هذه التصورات تؤدي إلى ادمان الفيس بوك وتوظيفه بطريقة سيئة لا تعليمية خاصة أن الموقع لا تتوافر به آلية لمتابعة تحركات الطلاب سوى من خاصية الاشعارات والتنبيهات التي قد يخفيها أو يحذفها بعض الطلاب وكذلك لا توجد آلية للتثبت من أعمار الطلاب في الفيس بوك وهذا ما سيشكل خطرا خاصة على طلاب المرحلة الأولى من الناحية الأخلاقية والامنية كون أن الفيس بوك من الشبكات الاجتماعية التي تعتمد على ما يسمى بالأعلانات التجارية المدفوعة والتي قد لا يكون محتواها مناسبا للمتعلمين في أغلب الأحيان هذا اذا ما أضفنا إليها مسألة توافر التقنية والتدريب عليها وما تتطلبه من أجهزة ومناهج وتدريب سيما ان الفيس بوك يحتاج إلى مهارات خاصة تتعدى مهارات الطباعة على لوحة المفاتيح لإنهم يتعاملون مع نظام يتطلب منهم ادارته واضافة من يشاركهم بياناتهم الخاصة.

لا يجب النظر على أن الفيس بوك أداة من أدوات الويب 2.0 وأن على طالب اليوم أن يواكب جديد التقنية المتسارعة فقط ومن جهة أخرى عدم النظر إلى الفيس بوك من منظور أنها وسيلة للترفيه فقط وأن تكون هناك دراسات وبحوث في مجال توظيف شبكة الفيس بوك ودمجها في التعليم بما يحمي الطالب أخلاقيا وأمنيا وفكريا وفي ذات الوقت يحقق له الأهداف التعليمية.

موسى البلوشي

"نشر هذا المقال في جريدة عُمان-ملحق شباب عُمان بتاريخ 5/2/2011"

Buscar

 
علّمني , تقنية وتعليم Copyright © 2011 | Tema diseñado por: compartidisimo | Con la tecnología de: Blogger