الويكي في التعليم


يعتزم مجموعة من الطلاب البدء بتصميم برنامج تعليمي محوسب حول إحدى الوحدات الدراسية وفي ذات الوقت مطلوب منهم توثيق كل خطوة في مراحل عملهم وكتابة تقرير مفصل في نهاية الأمر يقدّم للمعلّم,وحيث أن هذا المشروع يتطلب جلوس المجموعة والتخطيط لتجهيز التصميم المبدئي للبرنمج والادوات التي يحتاجها من واجهات وأزرار وتحديد أقسام البرنامج حيث أنّ الطلاب من مناطق سكنية متباعدة طفت على السطح فكرة الاعتماد على الرسائل النصيّة القصيرة SMS إلا أنهم واجهوا صعوبات جمّة خاصة ونظرا لامتلاك كل واحد منهم حاسوب محمول قرروا استبدالها بالبريد الالكتروني للتنسيق فيما بينهم واعتمادها كوسيلة للتخطيط.

ببساطة يبدأ أحدهم بإرسال بريد الكتروني يوضح التصور المبدئي لواجهة البرنامج التعليمي المحوسب والأزرار والمتطلبات الضرورية لتصميم الموقع ثم يتم تداول هذا البريد بين بقية المجموعة لتخضع لإضافات وتغييرات بحسب أفكار كل طالب.

مع تواصل النقاش وتهاطل الأفكارسيصبح الامر أكثر تعقيدا وسيؤدي إلى تكدس الرسائل في صناديق البريد الالكتروني الخاص بطلّاب المجموعة.

بإستخدام الويكي سيكون التنسيق اكثر دقّة بحيث تظهر صفحة الأنترنت كمستند نصي وسيصبح بإمكان كل طالب تعديل المستند لتسجيل أفكاره ومن ثم يقوم هذا الطالب بحفظ المستند ليقوم الطالب الآخر بمطالعة أفكار الطالب السابق وتعديلها ومن ثم حفظه في حال رغب في ذلك.

مثلا سيقوم أحد الطلاب في البداية بكتابة قائمتين ,قائمة أولى يظهر فيها الأزرار التي تتطلبها الواجهة المبدئية,قائمة ثانية لكتابة الأزرار التي يستطيع تصميمها بنفسه,ثم يقوم بحفظ المستند Save

بعدها يقوم طالب آخر بزيارة الويكي لتعديل المستند Edit ويكتشف أنّ الواجهة المبدئية بحاجة إلى زر جديد (حول البرنامج) فيضيفه كزر يتطلبه البرنامج, ويضيف في القائمة الثانية الأزرار التي يستطيع تصميمها اضافة إلى الأزرار التي كان زميله السابق قد كتبها سابقا ثم يقوم بحفظ المستند.

وهكذا حتى آخر طالب في المجموعة بحيث تكتمل الصورة بالنسبة للأزرار التي يحتاجها البرنامج وبنفس الطريقة يمكن فتح مستند جديد لتحديد الأقسام التي يحتويها البرنامج ومستند آخر للتقييم ومستند للخدمات من الممكن ان يتضمنها البرنامج مثل برامج مجانية تهم الطالب ومن ثم اضافة روابط بين هذه المستندات حتى يصبح لدينا التصوّر كاملا للبرنامج التعليمي المراد تصميمه وفق رؤية تشاركية.

معظم المواقع التي تقدم امكانية انشاء ويكي تمتاز بخاصية حفظ للتغييرات التي حدثت للمستندات,بحيث يتم حفظ كل نسخة تم تحريرها مما يسهل الرجوع إليها وقت الحاجة.

يمكن أن تشكّل الويكي وسيلة فاعلة لتقييم الطلاب لقياس مدى تمكنّهم من الدرس كما يمكن تنفيذ مشاريع تعليمية تشاركية في مجالات أخرى عن طريق الويكي مثل العلوم والرياضيات والمفاهيم الجغرافيا لتكون مرجعا تغذّي مسابقات التنمية المعرفية المطبقّة في مدارس السلطنة,ويمكن الاعتماد عليها لخلق موسوعات تعليمية تربوية تتولى ادارتها دوائر المناهج مع دوائر الاعلام التربوي مجتمعة سواءً في الوزارة أوالمناطق التعليمية.

بإختصار تقوم فكرة الويكي على انشاء محتوى الكتروني تفاعلي تشاركي بشكل سريع مع سهولة تعديله من قبل الزوّار أي أنها تعمل بنفس فكرة منتديات الحوار مع ميزة متابعة التغييرات التي تطرأ عليه وبالتالي يغلب عليها الطابع التشاركي بدلا من الطابع الشخصي الذي يسيطر على المدونات في غالب الاحيان فقلّما تجد مدوّنة يتشارك فيها مجموعة من الأشخاص,لكن ما يعاب الويكي هو مساحة الحرية المتاحة للزوّار التي لا تخضع في غالب الاحيان إلى مراجعة لتعديلاتها من أجل التحقق من مصداقيتها العلمية ومناسبتها الأخلاقية إلا أن هناك مواقع للويكي تشترط الحصول على بيانات التحقق من شخصية الشخص لتسمح له بتحرير الصفحات وتعديل محتوياتها.

يمكن القول أن الويكي فتفحت أبوابا واسعة للمهتمين في مجال التعليم الالكتروني, وتعد موسوعة الويكيبيديا من أشهر تطبيقات الويكي.


(نُشِرْ بتاريخ 12-2-2011م في جريدة عُمان-مُلحق شباب عُمان)

¡شارك المقال عبر جوجل بلس

0 تعليقات:

إرسال تعليق

Buscar

 
علّمني , تقنية وتعليم Copyright © 2011 | Tema diseñado por: compartidisimo | Con la tecnología de: Blogger